اسطورة عائشة قنديشة.. في عام 2007 عرض أحدى أفلام الرسوم المتحرك قصة تحكي عن امرأة حسناء قامت بإقناع أحدى الملوك بالزواج منها لإخضاع عدة ممالك تحت إمارته، وقد نجحت في خطتها وأنجبت منه تنينًا، ثم اختفت وظهر هذا التنين من جديد لتدمير مملكة أبيه، وقد ذكر أن هذه المرأة هي من الجان.
اسطورة عائشة قنديشة
عائشة قنديشة هي واحدة من أكثر الجان شعبية في التراث الشعبي المغربي، ويقال أن هذا الاسم هو تحريف للقب عائشة الكونتيسة، وهي أحدى النبلاء التي عاشت في القرن الـ 15، وقد أطلق عليها عدة أسماء منها (عائشة السودانية، عائشة الكناوية).
وقد تم وصفها على أنها أمرأه شديدة الجمال، ولكنها تخفي تحت ملابسها أقدام تشبه حوافر الماعز، بينما وصفها البعض الآخر على أنها عجوز شمطاء تسعى جاهدة للتفريق بين الأزواج، وقد ذاع صيتها لدرجة اعتقاد البعض بأن مجرد النطق باسمها قد يجلب عليك اللعنة !!
ما هي الأساطير التي روت عن اسطورة عائشة قنديشة
تم تداول الكثير من الأساطير حول شخصية (عائشة قنديشة) فقد روى البعض أنها تتغذى على دماء ولحوم البشر، لذا تقوم بإغواء الرجال واستدراجهم لتقتلهم وتتغذى عليهم، ومال البعض الأخر إلى أنها تزور القبور ليلًا، ومن يراها يسير خلفها دون إدراك منه لتقتله أيضًا.
وقد روت الأسطورة المغربية أن هذه الجنية تخاف من النار، إذ أنها ظهرت لبعض الرجال من سكان القرى، ولكنهم تمكنوا من الهرب منها، عندما قاموا بحرق عمائمهم أمامها ففرت هاربة.
أما أغرب ما تم ذكره عن (عائشة قنديشة) فهو الذي ذكره بول باسكون -كاتب علم الاجتماع المغربي- في كتابه الأسطورة في أوساط العامة، حيث ذكر أن أحد أساتذة الفلسفة قام بالبحث عن حقيقة اسطورة عائشة قنديشة، إلا أنه قد قام بحرق كل ما جمعه بشكل مفاجئ بعد أن تعرض لعدة حوادث غامضة ومتلاحقة.
ما هي الحقيقة وراء قصة (عائشة قنديشة)
أما عن الحقيقة الوحيدة حول اسطورة عائشة قنديشة فهي أن هذه المرأة كانت موجودة بالفعل، وتنتمي لأحد الأسر النبيلة التي تنحدر من الأندلس، وقد أسمها البرتغاليون باسم كونديشة عائشة أي (الأميرة عائشة)، ومن هنا تم تحريف الاسم إلى (عائشة قنديشة).
ويذكر أن هذه الأميرة قد ذاعت شهرتها بعد أن أظهرت شجاعة كبيرة في القتال، إذ تعاونت مع الجيش المغربي ضد البرتغاليين، حتى أعتقد البعض أنها جنية وليست بشر، ومن هنا بدأت الأسطورة إذ أنها كانت تقوم بإغواء الجنود، ثم تستدرجهم لذبحهم بطريقة وحشية أرعبت الكثيرين.
وقد ربط عالم الأساطير الفنلندي (وستر مارك) بين اسطورة عائشة قنديشة وبعض المعتقدات القديمة، ووفقًا لما رواه فإن (عائشة قنديشة) قد تكون ملكة السماء عند الساميين القدامى، إذ أنهم كانوا يعتقدون أنها تسكن البحار والأنهار، وقد تكون عشتار (الهة الحب عند شعوب البحر الأبيض) والتي كان يقام على شرفها العديد من الطقوس الغريبة.
وفي النهاية وجب الإشارة إلى أن هناك العديد من الأساطير المشابهة لـ اسطورة عائشة قنديشة وقد تم تداولها في التراث الشعبي ومنها (النداهة في مصر، أم الداويس في الخليج، ذات الفم الممزق في اليابان)، وجميع هذه الأساطير تشترك في شيء واحد هو ظهور جنية تغوي الرجال لقتلهم.. إذا أعجبك المقال وترغب في معرفة المزيد من الغرائب والعجائب.. تفضل بزيارة مدونة شوف العالم.
