هناك عدد كبير من الأمثال التي يستخدمها المصريون للسخرية من بعض المواقف، أو التعبير عنها بصورة موجزة، وعادة ما يتم التعرف على هذه الأمثال من قصص قديمة عرفها الناس في الماضي، وتداولها الكثيرون، لذا فيما يلي نقدم لك قصة مثل تروح فين يا صعلوك بين الملوك..
قصة مثل (تروح فين يا صعلوك بين الملوك)
يستخدم هذا المثل عادة للسخرية، والتهكم على من يحاول التقرب من الأشخاص المهمين مثل: الملوك أو الوزراء، أو حتى التقرب من الأثرياء طمعًا في مركز أو مكانة اجتماعية، هنا يردد الناس ساخرين (تروح فين يا صعلوك بين الملوك).
ترجع قصة مثل تروح فين يا صعلوك بين الملوك إلى عصر المماليك، حيث كان يعيش شيخ يعرف بين الناس باسم (إسماعيل زعلوك)، وهو ما تم تحريف اسمه بعد ذلك إلى الصعلوك، فقد كان هذا الشيخ ينحدر من أكبر عائلات دسوق، وعرف بكبير مشايخ المنطقة.
وقد كان يعمل موظف حسابات لدى أحد المماليك، وحُكي عنه الكثير، ولعل أهم ما قيل عنه أنه القائد الأول لمعركة شبراخيت التي حدثت ضد الحملة الفرنسية، وذات يوم أقام محمد على باشا حفل كبير ودعا له كل المماليك، واضطر الشيخ زعلوك للذهاب مع رب عمله.
ولسوء حظه كان هذا يوم 1 مارس 1811، الذي قام محمد على بذبح المماليك به، حتى ينفرد بحكم مصر ويبعدهم عن طريقه، وبعد انتهاء الحفل وتقديم جميع الحفلات، أغلقت جميع الأبواب، وبدأ جنود محمد على بإطلاق الرصاص على الجميع بما فيهم زعلوك.
وبعد انتهاء المذبحة وقتل الجميع، بدأ الجنود في إحصاء الجثث وتسجيل أسماء الموتى، وإذا بهم يفاجئون بزعلوك وسط القتلى، فقاموا بإخبار أهله بموته، وتداول الخبر بين الناس، فهو لم يكن يومًا المماليك، لذا قال الناس (تروح فين يا زعلوك بين الملوك).
وانتشرت هذه المقولة بين الناس وعرفها الكثيرون، ومع الوقت تم تحريفها لتصبح (تروح فين يا صعلوك بين الملوك)، وقد عمت الفوضى البلاد بعد المذبحة، واستولى الجنود على ممتلكات المماليك وأموالهم، حتى حاولوا الاستيلاء على أموال الشيخ زعلوك.
إلا أن محمد على تصدى لهم وأمر بمنح تعويضًا كبير لأهل الشيخ الذي قُتل بالخطأ، إلا أن قصته قد عرفت بين الناس، وضرب بها المثل في الكثير من المواقف على مر العصور، وبعد التعرف على قصة مثل تروح فين يا صعلوك بين الملوك، تفضل بزيارة مدونة شوف العالم لمزيد من قصص الأمثال.